قصيدة كعب بن زهير " البردة " في مدح الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
------------------ متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
---------- إلا أغنُّ غضيضُ الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
------------ لا يشتكي قصر منها ولا طول
تجلواعوارض ذي ظلم إذا ابتسمت
----------------- كأنه منهل بالراح معلول شُجت
بذي شبم من ماء محنية
--------- صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه
------------- من صوب سارية بيض يعاليل
أكرم بها خُلة لو أنها صدقت
----------- موعدها أو لو أن النصح مقبول
لكنها خلة قد سيط من دمها
--------------- فجعٌ وولعٌ وإخلافٌ وتبديلُ
فما تدوم على حال تكون بها
--------------- كما تلون في أثوابها الغول
ولا تمسك بالعهد الذي زعمت
-------------- إلا كما يمسك الماء الغرابيل
فلا يغرنك ما منت وما وعدت
--------------- إن الأماني والأحلام تضليل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً
---------------- وما مواعيدها إلا الأباطيل
أرجو وآمل أن تدنو مودتها
---------------- وما إخال لدينا منك تنويل
أمست سعاد بأرض لا يبلُغها
------------- إلا العِتاق النّجيات المراسيل
ولن يُبلِّغها إلا غُدافرة
--------------- لها على الأين إرقالٌ وتبغيلُ
من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت
-----------عرضتها طامس الأعلام مجهول
ترمي الغُيُوب بعيني مفردٍ لهقٍ
----------------- إذا توقدت الحراز والميلُ
ضخمٌ مُقلدها فَعمٌ مُقيدها
--------- في خلقها عن بنات الفحل تفضيلُ
غلباءُ وجناء علكومٌ مذكرةٌ
----------------- في دفها سعةٌ قدّامها ميلُ
وجلدُها من أطوم لا يؤيسهُ
-------------- طلحٌ بضاحية المتين مهزول
حرفٌ أخوها أبوها من مهجنةٍ
--------------- وعمُّها خالها قوداءُ شمليلُ
يمشي القرادُ عليها ثم يُزلقُهُ
----------------- منها لبانٌ وأقرابٌ زهاليلُ
عيرانةٌ قذفت بالنحض عن عُرُضٍ
------------ مرفقُها عن نبات الزور مفتولُ
كأنما فاتعينيها ومذبحها
---------- من خطمها ومن اللحيين برطيلُ
تمرُّ مثل عسيب النخل ذا خُصلٍ
-------------- في غارزٍ لم تخوّنهُ الأحاليلُ
قنواء فيحُريتها للبصير بها
----------- عتق مبين وفي الخدين تسهيلُ
تخذي علىسيراتٍ وهي لاحقةٌ
--------------- ذوابل مسّهُنَّ الأرض تحليلُ
سُمرُالعجايات يتركن الحصى زيماً
--------------- لم يقهنّ رؤوس الأكم تنعيلُ
كأنّ أوب ذراعيها إذا عرقت
---------------- وقد تلفّع بالكور العساقيلُ
يوماً يظلُّ به الحرباءُ مصطخداً
-------------- كأن ضاحيهُ بالشمسِ مملولُ
وقال للقوم حاديهم وقد جعلت
------- وُرقُ الجنادب يركضن الحصى قيلوا
شدَّ النهَّارُ ذراعاً عيطلٍ نصفٍ
---------------- قامت فجاوَبَهَا نًُكدٌ مثاكيلُ
نوَّاحةٌ رخوةُ الضّبعين ليس لها
------------ لما نعى بِكرَهَا النّاعون معقولُ
تفري اللبَانَ بكفيها ومدرعها
---------------- مشققٌ عن تراقيها رعابيل
تسعى الوشاةُ جنابيها وقولهُمُ
------------- إنك يا ابن أبي سلمى لمقتولُ
وقال كل خليلٍ كنتُ آمُلهُ
---------------- لا ألهينكإني عنك مشغولُ
فقلتُ خلوا سبيلي لا أبالكم
---------------- فكل ماقدَّرَ الرحمنُ مفعولُ
كلُّ ابن أنثى وإن طالت سلامتُهُ
-------------- يوماً على آلةٍ حدباءَ محمولُ
أُنبئتُ أنُّ رسولَ الله أوعدني
------------- والعفوعند رسول الله مأمولُ
مهلاً هداك الذي أعطاك نافلةً الـ
------------- ـقرآن فيها مواعيظُ وتفضيلُ
لا تأخذني بأقوال الوُشاة ولم
-------------- أذنب وقد كثُرت فيٌّ الأقاويلُ
لقد أقوم ُ مقاماً لو يقومُ به
------------- أرى وأسمع ما لم يسمع الفيلُ
لظلَّ يرعُدُ إلاَّ أن يكون له
--------------- من الرسول بإذن الله تنويلُ
حتى وضعتُ يميني لا أُنازِعُهُ
------------- في كفِّ ذي نقماتٍ قيلهُ القيلُ
لذاك أهيبُ عندي إذ أُكلِّمُهُ
--------------- وقيل إنك منسوبٌ ومسؤولُ
من خادرٍ من لُيوثِ الأُسدِ مسكنُهُ
--------------- من بطن عثَّرَ غيلٌ دُونهُ غيلُ
يغدوفيُلحمُ ضرغامين عيشُهُما
------------- لحمٌ من القوم مغفور خراديلُ
إذايُساور قرناً لا يحلُّ لهُ
------------ أن يترك القِرنَ إلا وهو مجدولُ
منه تظلُّ سِباعُ الجَوِّ ضامرة
---------------- ولا تَمَشَّى بواديه الأراجيلُ
ولا يزالُ بواديه أخو ثقةٍ
-------------- مُطرَّحَ البَزَّ والدِّرسانِ مأكولُ
إن الرًّسُولَ لسيفٌ يُستضاءُ بِهِ
-------------- مُهنَّـدٌ من سيوف الله مسلولُ
في فتيةٍ من قريشٍ قال قائلهُم
--------------- ببطن مكة لما أسلموا زُولوا
زالوا فما زال أنكاسٌ ولا كشفٌ
---------------- عند اللقاءِ ولا ميلٌ معازيلُ
شُمُّ العرانين أبطالٌ لبوسُهُمُ
---------- من نسجِ داودَ في الهَيجَا سَرَابيلُ
بيضٌ سوابغُ قد شُكت لها حلقٌ
---------------- كأنَّها حلقُ القفعاءِ مَجدُولُ
يمشونَ مشيَ الجمالِ الزُّهرِ يعصمُهُم
------------- ضربٌ إذا غرَّدَ السُّودُ التَّنابيلُ
لا يفرحون إذا نالت رماحُهُمُ
------------ قوماً وليسُوا مجازيعاً إذا نيلُوا
لا يقعُ الطعنُ إلا في نُحُورِهِمُ
--------- وما لهُمعن حياضِ الموتِ تهليلُ
ضخمٌ مُقلدها فَعمٌ مُقيدها
--------- في خلقها عن بنات الفحل تفضيلُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق