الكلمة و الجملة في اللغة العربية
الكلمة هي اللفظ المفرد الدال على معنى , أي لفظ مفرد عيّنه الواضع لمعنى , متى ذكر ذلك اللفظ فهم منه المعنى الذي عيّن هو له , وفهمه منه هو دلالته عليه.
وتطلق الكلمة إطلاقا لغويا مرادا بها الكلام مثل : "لا إله إلا الله " تسمى كلمة التوحيد.
والكلمة تتكون من ثلاثة أنواع :
أسم , فعل , وحرف
ومن هذه الأنواع الثلاثة يتركب الكلام .
والكلام عند النحويين هو اللفظ المركب المفيد بالوضع العربي فائدة يحسن السكوت عليها , وأقل ما يتركب منه الكلام : من كلمتين فأكثر
والكلم هو اللفظ المركب من ثلاث كلمات فأكثر سواء أفاد أو لم يفد.
الكلمات المستعملة في كل اللغات تتكون من حروفها المفردة التي اعتبرت أساسا لها , ومن ذلك لغتنا العربية فهي أصوات محتوية على بعض الحروف الهجائية وعددها تسعة وعشرون حرفا واللغة فعل لساني أو ألفاظ يأتي بها المتكلم ليعلرف غيره ما في نفسه من المقاصد والمعاني . وللأمم كيفيات مخصوصة يخالف بعضها بعضا في التعبير عما في ضمائرهم ومن هؤلاء العرب الذين استنبط من مقاييس كلامهم قواعد اللغة العربية والنحو .
ويعرف النحو : على إنه القواعد التي يعرف بها أحوال الكلمات من الإعراب والبناء , والنحو يبحث في الكلمات وهي مركبة جملا فيبين ما يجب أن تكون عليه أواخرها من رفع أو نصب أو جر أو جزم , او بقاء على حالة واحدة.
ويعرف الصرف على إنه : القواعد التي تعرف بها صيغ الكلمات المفردة وأحوالها مما ليس بإعراب ولا بناء , ويبحث عن الكلمات وهي مفردة فيبين مالأحرفها من أصالة وزيادة وصحة وإعلال وما يطرأ عليها من التغييرات.
والجملة هي مركب اسنادي أفاد فائدة وإن لم تكن مقصودة كفعل الشرط مثل : إن قام , وجملة الصلة مثل : الذي قام أبوه
والقول : هو ما ينطق به سواء أكان كلمة أو كلاما أم كلما أم جملة فهو أعم من الكلمة لشموله المفرد والمركب .
وأعم من الكلام لشموله المفيد وغير المفيد , وأعم من الكلم لشموله المركب من كلمتين أو أكثر وأعم من الجملة لشموله المقصود وغير المقصود مفيدا أو غير مفيد , فمتى وجد واحد منها وجد, وقد يوجد هو دونها نحو : كتاب محمد , خمسة عشر , بعلبك , حضرموت , وجاد الحق .
والمعتبر عند النحويين هو الكلام لاشتماله على المسند والمسند إليه.
والجملة هي ما يتركب من كلمتين أو أكثر تفيد أو لم تفد.
والكلام هو ما تركب من كلمتين فأكثر وأفاد السامع لذا فكل كلام جملة وليس العكس
تقسم الجملة إلى ثلاثة أقسام:
1- إسمية : وهي ما صدرت بإسم مثل : محمد رسول الله
2- فعلية وهي التي يتصدرها فعل مثل : أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين
3- الظرفية : وهي ما صدرت بظرف أو جار ومجرور مثل : أعندك أحد ؟ أفي الدار أحد , ولا فائدة من تصدر الحروف وحدها الجمل فمثل لم يأت الطالب جملة فعلية وليست حرفية لوجود حرف الجزم في بدايتها وإنما المعتبر هو وجود المسند والمسند إليه لفظا أو تقديرا مثل " وإن أحد من المشركين استجارك " جملة فعلية لأنها تقدر ب " وإن استجارك أحد "
وتنقسم الجمل إلى :
صغرى : مثل زيد قائم
كبرى : زيد وصل أبوه حيث تتركب من جملتين أسمية وفعلية
وتنقسم الجمل في الإعراب إلى نوعين
أولا : جمل لا محل من الإعراب
ثانيا : جمل لها محل من الإعراب
أولا : الجمل التي لا محل لها من الإعراب هي :
1- الجملة المستانفة : وهي المفتتح بها النطق مثل : جاء المعلم والمنقطعة عما قبلها مثل : مات محمد رسول الله فجملة رحمه الله مستأنفة لانقطاعها عما قبلها
ومن الجمل المستأنفة : لا يسمعون من قوله " وحفظا من كل شيطان مارد" لأنه لا يصح أن تكون صفة لأنه لا معنى للحفظ من شيطان لا يسمع ولا يصح ان تكون حالية مقدرة لأن الشيطان لا يقدر عدم السماع
ومنها قوله تعالى : إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون " وقوله " إن العزة لله جميعا " بعد قوله في الإثنين " فلا يحزنك قولهم " لأن ذلك مما لا يحزن الرسول ( ص ) وإنما يسره
2- الجملة المعترضة :
2.1 - بين الفعل والفاعل ( مرفوعه ) مثل قول الشاعر الدارمي :
وقد أدركتني والحوادث جمة ... أسنة قوم لا ضعاف ولا عزل
والجملة " والحوادث جمة "
2.2 - بين الفعل ومفعوله مثل قول أبي النجم
وبدلت الدهر والدهر ذو تبدل ... هيفا دبورا بالصبا والشمأل
والجملة والدهر ذو تبدل
2.3 - بين المبتدأ والخبر مثل قول معن بن أوس
وفيهن والأيام يعثرن بالفتى ... نوادب لا يمللنه ونوائح
والجملة والأيام يعثرن بالفتى
بين ما أصله المبتدأ والخبر مثل قول عوف الخزاعي
إن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
والجملة وبلغتها
2.4 - بين الشرط وجوابه مثل قول الله تعالى :
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار
والجملة ولن تفعلوا
2.5 - بين القسم وجوابه مثل قول النابغة الذبياني
لعمري وما عمري علي بهين ... لقد نطقت بطلا عليّ الأقارع
والجملة وما عمري
2.6 بين الموصف وصفته مثل قوله تعالى : وإنه لقسم لو تعلمون عظيم
والجملة لو تعلمون
2.7 - بين الموصول وصلته مثل قول جرير
ذاك الذي وأبيك يعرف مالكا ... والحق يدفع ترهات الباطل
والجملة وأبيك
2.8 - بين أجزاء الصلة مثل قوله تعالى :
والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها , وترهقهم ذلة
والجملة جزاء سيئة بمثلها
2.9 - بين المتضايفين مثل :
هذا غلام والله زيد
والجملة القسم والله
2.10 - بين الجار والمجرور مثل
أشتريته بوالله ألف ريال
والجملة القسم والله
2.11 - بين الحرف الناسخ وما دخل عليه مثل :
إن والله محمدا رسول الله
والجملة القسم والله
2.12 - بين الحرف وتوكيده مثل قول رؤبة
ليت وهل ينفع شيئا ليت ... ليت شبابا بوع فاشتريت
والجملة وهل ينفع شيئا
2.13 - بين حرف التنفيس والفعل مثل قول الشاعر زهير
وما أدري وسوف أخال أدري ... أقوم أل حصن أم نساء
والجملة أخال ( وبالطبع هناك ضمير مضمر هو ـه مفعول به والأصل أخاله
بين قد والفعل مثل قول الشاعر :
أخالد قد والله أوطأت عشوه ... وما قائل المعروف فينا يعنف
والجملة القسم والله
2.14 - بين حرف النفي ومنفيه مثل قول الشاعر :
فلا وأبي دهماء زالت عزيزة ... على قومها ما قيل للزند قادح
والجملة القسم وابي
2.15 - بين جملتين مستقلتين مثل قوله تعالى :
فأتوهن من حيث أمركم الله , إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين , نساؤكم حرث لكم
والجملة إن الله يحب التوابين ...
3 - الجملة التفسيرية
وهي الفضلة الكاشفة لحقيقة ما تليه مثل: قوله تعالى " وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم "
جملة الاستفهام مفسرة للنجوى
أو قد يؤتى بها مع أي التفسيرية مثل : وترمينني بالطرف أي أنت مذنب
وقد تكون مقرونة بأن مثل قوله تعالى : فأوحينا إليه أن اصنع الفلك
4 - جملة جواب القسم مثل: قوله تعالى والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين
5 - جملة جواب الشرط غير الجازم مثل : لو جئتني لأكرمتك
6 - الجملة الواقعة صلة لموصول مثل : جاء الذي قام أبوه
7 - الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب مثل : قام زيد ولم يقم عمرو
ثانيا : الجمل التي لها محل من الإعراب
1 - الجملة الواقعة خبرا مثل : محمد جاء بالقرآن العظيم
وجملة جاء بالقرآن العظيم في محل رفع خبر
2 - الجملة الواقعة حالا مثل: قوله تعالى ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى
وجملة أنتم سكارى في محل نصب حال ( أي حال كونكم سكارى )
3 - الجملة الواقعة مفعولا مثل: قال إني عبد الله
فجملة إني عبد الله مفعول به
ومثل قول الشاعر أبي ذؤيب
فإن تزعميني كنت أجهل فيكم ... فإني شريت العلم بعدك بالجهل
جملة كنت أجهل فيكم
ومثل قوله تعالى : أولم يتفكروا ما بصاحبهم
جملة ما بصاحبهم في محل نصب وإنما علق يتفكروا عن العمل لفظا ب ما
4 - الجملة المضاف إلى جملة وتكون في محل جر مثل قوله تعالى : " وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب "
جملة يأتيهم في محل جر بإضافة اسم الزمان
والذي يضاف إلى الجملة كإسم الزمان حيث وإضافتها لازمة
وأية بمعنى علامة تضاف جوازا إلى الجملة الفعلية المتصرف فعلها مثبتا أو منفيا
كقوله تعالى : بآية يقدمون الخيل شعثا
وذو في قولهم اذهب بذي تسلم
ولدن و ريث مضافتان إلى الفعل المنصرف المثبت
وكذلك قول وقائل
5 - جملة جواب الشرط الجازم المقرون بالفاء أو إذا الفجائية وقد تقدم في المجزومات
الجملة التابعة لمفرد نعتا مثل : واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله , زيد منطلق وأبوه جالس
أو بدلا مثل : " ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم "
وجملة إن ومخزلها بدل من ما
6 - الجملة التابعة لجملة لها محل من الإعراب وذلك في بابي عطف النسق والبدل خاصة مثل : محمد قام أبوه وقعد أخوه
" وهو الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون "
جملة أمدكم ... بدل من بما تعلمون
7 - الجملة المستثناة مثل : لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله
وجملة من تولى
8 - الجملة المسند إليها مثل : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه
جملة تسمع في محل رفع على الإبتداء قائمة مقام السماع
أما الجمل التي تقع بعد نكرة أو معرفة فحكمها :
حكم الجملة بعد المعرفة أو النكرة
إذا وقعت الجملة الخبرية التي لم يستلزمها ما قبلها مرتبطة بنكرة محضة فهي صفة لها مثل قوله تعالى : " حتى تنزل علينا كتابا نقرأه "
جملة نقرأه صفة لكتاب
وإذا وقعت بعد معرفة محضة فهي حال مثل : ولا تمنن تستكثر
جملة تستكثر حال لوقوعها بعد المعرفة المحضة وهو الضمير
وإذا وقعت بعد غير المحضة فهي محتملة لهما مثل : قوله تعالى " وهذا ذكر مبارك أنزلناه "
وجملة أنزلناه صفة للنكرة ذكر وهو الظاهر ويمكن التقدير على إنها حال لأن النكرة قد خصصت بالصفة وهي مبارك
ومثلها : وآية الليل نسلخ كمثل الحمار يحمل
فيحمل ونسلخ صفة أو حال ( أل ) فيهما للجنس فمدخولها قريب من النكرة
أما حكم جملة الظرف والجار والمجرور :
حكم جملة الظرف والجار والمجرور حكم الجملة فهما صفتان بعد النكرة مثل :
رأيت طائرا فوق غصن أو على غصن
وحالان بعد المعرفة مثل : رأيت الهلال بين السحاب أو في الأفق
حكمهما في التعلق :
لا بد لهما من متعلق وقد يكون فعلا مثل : مررت بسعد أو إمام الأمير أو شسبه جملة مثل : أنا قائم على الكرسي أو فوق الكرسي أو مما يؤول يشبه الفعل مثل :
وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله
أي معبود أو بما فيه رائحة الفعل ومنه حروف المعاني كالتمني والترجي والنفي والشبيه وقد تقدمت في العوامل.
الحكاية هي المماثلة لغة : واصطلاحا إيراد اللفظ المسموع بهيئته أو أيراد صفته أو معناه وهي إما حكاية جملة وتكون الحكاية بالقول وما تصرف منه فيحكى به لفظها أو معناها وهو واضح .
وأما حكاية مفرد فإن كان مع أي الاستفهامية وأريد حكاية اللفظ المفرد النكرة على ما سمعه فيحكى في أي إعراب الاسم المحكي وتذكيره وتأنيثه وإفراده وتثنيته وجمعه سواء كانت في حالة الوقف أو في حالة الوصل فنقول في مثل :
جاءني رجل أي و رأيت رجلا أيا وامرأة أية ورجلان أيان ورجال أيون زنساء أيات
ومثلها من إلا في حالة الوصل فتبقى على حالها الأول نكرة كان المحكي أو معرفة وقد سمع شذوذا جعلها مثل أي في حالة الوصل ومنه قول الشاعر :
أتوا ناري فقلت منون أنتم ... فقالوا الجن قلت اعملوا صباحا
وروي ظرما لشاعر آخر والقياس من أنتم ويجوز أن يحكي في العلم ما كان في العلم المحكي قبله مثل :
رأيت زيدا فتقول من زيدا إلا إذا سبق من عاطف فلا وإذا أريد حكاية اللفظ للفعل أو الحرف جاز إعرابه بحسب العوامل وجاز حكايته على أصله مثل :
ضرب فعل ماضي فيصح حكايته على أصله فيبقى مبني على الفتح ويصح إعرابه فيضم على الابتداء وإن كان اللفظ المحكي مركبا من حرفين فيبقى على أصله إن أريد الحكاية للمعنى وأن أريد اللفظ اعرب بحسب العوامل وفي حالة الإعراب يضعف إن كان آخره واوا أو ياءا مثل :
لو ومنه الحديث : إياكم واللو , فاللو تفتح عمل الشيطان , وإن كان آخره ألفا زيد فيه همزة مثل لاء , ماء , حرف نفي ويظهر الإعراب على الهمزة
************************************************** *****
المصادر :
1- مذكرة الطالب في النحو والصرف ومعاني الحروف ( علي بن عبد الكريم الفضيل شرف الدين )
2- القواعد الأساسية للغة العربية حسب منهج متن الألفية لابن مالك وخلاصة الشراح لابن هشام وابن عقيل والأشموني ( السيد أحمد الهاشمي )
رأيت الموضوع وكان قمة الروعة حبيت تشوفونه ...........أخوكم:
وليد خالد القحطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق